استنساخ أحمد الجلبي (بحريني) في الكونغرس الأمريكي...

مما لا شك فيه إن الإنهيار المالي الأمريكي-الغربي، وما رافقه من فقدان الثقة والمصداقية في المؤسسات المالية الأمريكية والغربية، جاء استكمالاً للسقوط والإنهيار المدوي لسمعة الإدارة الأمريكية والسياسات الغربية، ومصداقيتهما في العراق وأفغانستان، والذي سبقه السقوط الأخلاقي الذي لحق بهذه الإدارة على مدار التاريخ في التعامل مع حلفائها قبل أعدائها.. نعم، فإن السقوط بدأ منذ ذلك الوقت.. منذ غزو واحتلال العراق وتدمير هذا البلد العريق وتحطيم وتشريد شعبه.. فبمقارنة بسيطة بين كم العمليات المالية الملتوية والوهمية التي اعتمدتها المؤسسات المالية الأمريكية، والتي أدت إلى هذا الإنهيار المالي غير المسبوق عبر التاريخ، وبين حجم وعدد الأكاذيب التي صنعتها واستعملتها الإدارة الأمريكية لغزو واحتلال العراق الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ، لوجدنا أن هناك تشابه تام في الإسلوب والأداء، وتطابق في النوايا بالنسبة للكارثتين.. الإسلوب والأداء هما الخداع والكذب.. والنوايا هي الوصول للثروة غير المشروعة...

والمحصلة النهائية التي خرجت بها الإدارة الأمريكية هي الإنهيار الأخلاقي المروع والمتواصل من سجون أبوغريب وجوانتنامو إلى بنك أوف أمريكا وليمان براذرز بواسطة أحط أنواع الفساد المالي والإداري والسياسي والأخلاقي، وكل أشكال الخدع والأكاذيب التي تم سوقها كذريعة للوصول إلى الثروات المالية والنفطية العربية (راجع تقرير وكالة الصحافة المصرية حول الأكاذيب الأمريكية في غزو واحتلال العراق / أخبار الخليج 4 أكتوبر 2008)..
وتحسباً لما بعد الإنهيار، وكما توقع المحللون منذ أكثر من ثلاث سنوات، فإن البوصلة الأمريكية متجهة، منذ حين، نحو الخليج العربي وثروات هذه المنطقة.. وهنا، في هذا الخليج، ستواصل القوة الأمريكية التمسك بسياساتها التي تعتقد بأنها ستوفر لها الحماية والنفوذ إلى أن تلتقط أنفاسها في مسيرة مشروعها التفتيتي الطائفي الذي يهدف إلى إضعاف دولنا حتى يسهل إبتزازها والسيطرة عليها.. لذلك نرى هذه الإدارة، وهي غارقة في الطوفان المالي والأخلاقي والإحتلالي الضارب في مفاصل قوتها، لازالت مستمرة في أفعالها المتدنية ولاأخلاقياتها السياسية تشبثاً بالقشة خشية الغرق، بتفعيل خططها ومؤامراتها في خليجنا العربي، والتسريع باستنساخ شخص "أحمد الجلبي" البحريني ليقوم بذات الدور الخياني وصناعة الأكاذيب لتعبيد الطريق أمام مشروعها الاستعماري..
ولمن لا يعرف أحمد الجلبي، فهو صناعة أمريكية لنموذج الإنسان الخائن لوطنه وأهله ومجتمعه وهويته، والذي سيبقى على مدار التاريخ القادم مثالاً للإنسان البرجماتي الخائن والمُحتَقَر في موطنه الأصلي كما يحتقره حلفائه الذين ساعدهم على احتلال بلاده.. هذه الشخصية الخائنة لا تخجل من ممارسة كل الموبقات، واستعمال كل الوسائل الخيانية للوصول إلى أهدافها القذرة.. فهناك في الكونغرس الأمريكي صنعوا الشخصية الخيانية المتمثلة في "أحمد الجلبي" الذي اشتهر بعد هروبه من الأردن قبل القبض عليه بتهمة سرقة أموال المودعين في بنك البتراء الأردني (كان رئيس مجلس إدارته) في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ووصوله إلى الولايات المتحدة، حيث توفرت له الحماية، والمشاركة في اللعبة الأمريكية القذرة، التي مكّنَته بعد إحتلال العراق من أن يسرق مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي..
واليوم تعمل هذه الإدارة والمخابرات الأمريكية على صنع الأكاذيب والكذابين حول البحرين.. فهناك في الكونغرس الأمريكي تم البدء بصناعة النموذج الخياني البحريني، حيث يجتمع أعضائه بمواطنين بحرينيين، نصفهم من أصول غير بحرينية وغير عربية، حول تقرير يضم مجموعة من الأكاذيب التي سيتم ترويجها لإستثارة المجتمع الدولي ضد وطننا الآمن، وصولاً لتحقيق التفتيت الطائفي وإنهيار السلم الاجتماعي والإحتراب الطائفي، كما فعل الأمريكان في العراق بمساعدة عدد لا بأس به من تلك النماذج الخيانية (الجلبية) التي يتم استنساخها في النظام الاستعماري الجديد..
فيا أبناء أمتي.. أحذروا وقاوموا الخونة، أفراداً ومؤسسات، فهم الأدوات والوسائل في اللعبة الدولية الجديدة لفرض الهيمنة الغربية الأمريكية على أوطاننا.. وهم أدوات الاستعمار، في نظام ما بعد الحرب الباردة، لزعزعة أمننا واستقرارنا وإضعافنا وإبتزازنا شعوباً وحكومات.. تمسكوا بالثوابت الوطنية الرافضة لثقافة الخيانة التي خرجت بها الجماعات الطائفية علينا.. وخذوا عبرة مما يحدث في العراق وللعراق.. ومن حياة الشعب العراقي المشرد في داخل وخارج وطنه..
وإسألوا أولئك البحرينيون الذين جلسوا على كرسي أحمد الجلبي في الكونغرس الأمريكي ليحطموا البحرين كما حطّم ذلك الرجل العراق، ياترى لماذا اختفى أحمد الجلبي بعد أن ذبح العراق وشعبه، ليحقق لنفسه الجاه والثروة؟؟.. لماذا وضعته الإدارة الأمريكية في قمامة البيت الأبيض بعد أن سجّل إسمه في مزبلة التاريخ؟.. فها هو الإعلام الغربي، ضمن محاولاته لتغيير السمعة اللاأخلاقية التي لصقت بالغرب الأمريكي، يعمل جاهداً على فك ارتباطه بهذ الرجل، والتعتيم على تاريخه، وتجاهله إسماً وشخصاً وذكرى، لأنه بات رمز للخيانة والإجرام المتمثل في المذابح والمقابر الجماعية والجثث والدماء العراقية التي فاض بهما نهري دجلة والفرات..
أفلا تتعظون؟؟..