المثقف الداعية، وميليشيات الفكر (1)
في كتابه "نهاية الداعية" يؤكد المفكر العربي عبدالإله بلقزيز على إفلاس الداعية المثقف الذي ظن إنه قادر على تغيير العالم، فإذا به عاجز عن تغيير نفسه، مما دفعه إلى تكوين "ميليشيات فكرية" خانت الحداثة والحرية معاً. وفي هذا السياق للمفكر الفرنسي، ريجيس دوبريه، كتابات يشترط فيها على المثقف أن يعود إلى جحره ليتأمل العالم ويكف عن الإدلاء بدلوه في الشأن العام...
يا ترى إلى أي حد تنطبق هذه الرؤية على المثقفين العرب؟... فهل هناك من يملك إجابة على هذا السؤال؟... لربما نحصل على إجابة في نهاية هذا المقال.
يعيش العرب، منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهي مرحلة ما بعد الاستعمار، عدد كبير من الأزمات والتحديات المعقدة، المتزامنة، والمتتالية، ما لم يعشها أي جيل عربي سابق، على مدار تاريخ هذه الأمة. ويبدو إن الفشل الذريع الذي حققه العرب، على مدار هذه العقود، في مواجهتهم لتلك الأزمات والتحديات، أدت بعالمنا العربي إجمالاً إلى الوضع الراهن الذي لا يحسد عليه.