إن المجتمع هو الذي يبني الإنسان ، وهو الذي يوزع الأدوار على الأفراد والفئات ولكن في نطاق ما تبني هذه المجتمعات لنفسها من منظومات ثقافية مجتمعية ، فكلما كان البناء المعرفي والقيمي والتعليمي والعلمي والسياسي لهذه المجتمعات يعمل ويتطور ضمن منظومة ثقافية مجتمعية تهدف الإستفادة القصوى من وإلى جميع أفراد المجتمع، على إعتبار أن الإنسان (المرأة والرجل) هوعماد

ليس هناك شك في أن للبعد الاجتماعي بجميع مفاهيمه الثقافية (وليس الثقافة السياسية فقط) أثر واضح وكبير في دور المرأة السياسي في مجتمعاتنا العربية، بدليل ما للمفهوم الثقافي الأبوي والذكوري والمحافظ من تأثير كبير وواضح في محدودية وتقييد دور المرأة العربية في المشاركة السياسية وفي الشأن العام، لا بل حتى في وعي المرأة بحقوقها وواجباتها كإنسانة وكمواطنة لها نفس الحقوق

يعتمد منَظّري ومهندسي النظام العالمي الجديد ، في تنفيذ استراتيجياتهم في المنطقة العربية، على مجموعة من المقومات السلبية التي ترسخت في المجتمعات العربية بأكملها ، شعوباً وحكومات، وأضعفت من قدراتها السياسية والأمنية بالقدر الذي يسهّل الأمر على القوى الكبرى الخارجية باستهدافها، وإن لم تستدرك هذه المجتمعات شعوباً وحكومات مدى خطورة هذا الوضع الذي تعيشه فإن هذه الاستراتيجيات لن يصعب تنفيذها من خلال إعادة صياغة أنظمتها الحاكمة إلى أنماط جديدة ، تعمل على إمتصاص جزء كبير من غضب الشعوب من جهة، ومن جهة أخرى تكون غير قادرة على تشكيل أية قوة في المستقبل، كما لن تكون قادرة على حماية نفسها ، ويسهل التعامل معها حسب المصالح الاستعمارية وليس المصالح الوطنية للمنطقة، وأكبر مثال على ذلك هو تلك النماذج من

كان المؤتمر العربي الثالث الذي انعقد في بيروت بتاريخ 24-25 أبريل 2003 (بعد اسبوعين فقط من سقوط بغداد) عبارة عن تظاهرة شعبية يمكن أن تعد أكبر تجمع شعبي عربي يضم ممثلين من كل الدول العربية للتعبير عن رفض الإحتلال الأمريكي للعراق ، وقد تجمع في تلك القاعة ، في فندق كراون بلازا ، ما يزيد على 350 شخصية عربية جاءوا من جميع أرجاء الوطن العربي ، من المحيط إلى الخليج ، وبمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية الشعبية.