كيف يمكن أن يكون الغزو الثقافي إذن...
هل فعلاً يجب أن يكون الصحفي حيادياً ومتجرداً من كل شيء في نقله وتحليله للأخبار؟ وهل التجرد من المشاعر الإنسانية، والحيادية في القضايا الوطنية والقومية تعدان من الخصائص السلبية أم الإيجابية؟ وهل يمكن أن يكون الإنسان بطبيعته البشرية متجرداً من المشاعر الإنسانية، وحيادياً في أهم القضايا التي تمسه وتمس أمن عائلته وأمن وطنه وأبناء قومه؟ وهل فعلاً هناك أمم من حولنا يتميّز صحفييها بالتجرد والحيادية؟... ويا ترى هل سبق أن طرحت هذه القضية للمناقشة والحوار بكل أبعادها الوطنية والإنسانية والتاريخية والمعرفية، في الوسط الإعلامي البحريني؟ أم إننا حتى في هذا المجال الثقافي علينا أن نعتمد على اجتهادات وفتاوى الأقدمين من الصحفيين، ليس لغزارة علومهم ومعرفتهم أو لتحصيلهم العلمي، بل فقط لأقدميتهم، حتى لو كانت الأقدمية وسنوات العمل هذه لم تحقق أية نجاحات تذكر، لا على صعيد العمل الوطني ولا على صعيد العملية الإعلامية، سواء على مستوى المؤسسات الإعلامية الخاصة، أو العامة أو على مستوى ثقافة المجتمع البحريني خصوصاً، أو العربي عموماً.