التناقض الثقافي والقيمي والمفاهيمي . .
اختلطت المفاهيم في مجتمعاتنا حتى بات الناس لا يميزون بين المثل والقيم العليا، وبين النفعية والذاتية التي وصلت إلى حدودها التآمرية على مصالح الوطن والشعب . . ولم تصل مجتمعاتنا إلى هذه الفوضى والاضطراب الثقافي بشكل تلقائي وطبيعي بقدر ما هي نتاج عمل منظم ومؤطر لأهداف تم تحقيقها بإيجاد مجتمعات عربية هلامية لا يمكن تحديد شكلها، وهشة لا تتحمل ضغطاً تحت أدنى درجات القوة . . .
وإن كان هذا هو حال المجتمعات العربية عموماً، فإن المجتمع العربي في الخليج له النصيب الأكبر في هذه المواصفات التي انكشف المستور منها مع الانفتاح الثقافي والسياسي الذي صاحب عمليات الإصلاح في دوله، منذ بداية القرن الحالي . . .