حال العراق.. التقارير تكشف الأضاليل
يا ترى كيف يمكن كشف جبل من الأضاليل والأكاذيب؟!، ولا سيما عندما يتمكن أصحابها من الوصول إلى أهدافهم بامتلاك العقول والقلوب، وبوسائل تجاوزت حدود الإدراك والمنطق البشري، وحدود الأخلاق والضمير الإنساني... نعم، كيف يمكن شق ذلك الجبل من الأضاليل للوصول إلى قلب الحقيقة؟!، وقد استُغِلَ به الدين أسوأ استغلال لتغطية الحقائق وتشويهها وإنكارها وتبديلها بالأكاذيب التي بدورها تدحرجت ككرة ثلج تداخل فيها الديني بالدنيوي، والمادي بالروحي، والواقعي بالغيبي، والبشري بالرباني..
هذه هي الحالة العراقية، التي لا شبيه لها في التاريخ الإنساني.. الحالة الفريدة التي تكالب عليها أعدائها، وبنوا فوقها جبل من الأضاليل والأكاذيب ليخفوا جرائمهم التي يندي لها جبين البشرية.. وكلما ارتفع الجبل زادت الجرائم بشاعة خلفها حيث يعيش العراقيون حياة لم يعشها الإنسان في تاريخه.
يحكي تاريخ العراق عن الهجوم المغولي ووحشية جيوش هولاكو كأسوأ وأبشع احتلال مر على أرض السواد، حتى الأمس القريب، ولكن العراقيون يقولون اليوم، إذا كان هولاكو حوّل لون مياه دجلة والفرات إلى لون الحبر الأسود المسال من كتب دار الحكمة ومخازن الكتب ودور العلوم البغداية التي أغرق هذا الجيش البربري الملايين منها في النهرين، إلا إن الإحتلال الأمريكي والإيراني الذي يعيشه العراقيون منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، أحال مياه الرافدين للون الدم الأحمر بعد أن تحول العراق إلى منطقة منكوبة يُقتل فيها ما يعادل 500 عراقي كل يوم..