العرب و«فرق تسد» في ذاكرة التاريخ
في قراءة التاريخ، بمختلف أبعاده وشؤونه الإنسانية، معرفة إستراتيجية ملهمة ومهمة لاستشراف المستقبل، حيث لا ينفصل واقع الأمم الحالي عن تاريخهم، وإنما هو، في الغالب والأعم، تكرار له على أنماط مختلفة تتطور بتطور البشرية... وأحيانا يكون ذلك التاريخ مطابقا لحاضر الأمم المتخلفة عن مواكبة التطور البشري والحضاري الذي لا يتوقف أبدا في تاريخ العرب، القديم والحديث كثير من العبر المتشابهة أحيانا إلى درجة التطابق، في سبيل استهداف الأمة لتبقى قاصرة وتابعة، وصالحة للاستعمار دائما... ومما يؤسف له أننا إما أننا لا نقرأ هذا التاريخ وإما أننا لا نفهم ما نقرؤه... ولكن عموما هناك استدلالات تؤكد أن النجاح الباهر الذي يتحقق اليوم في التلاعب بالعقول عبر تكنولوجيا التواصل والإعلام، وتردي التعليم، يعتمد على جيل عربي لا يملك ذاكرة تاريخية ومعرفية تحميه من هذا الاختراق. وفي هذه المساحة الكتابية البسيطة أسلط الضوء، باختصار شديد، على جزء من تاريخ منطقتنا، الذي مازال يتكرر، وسيتكرر مرارا، مادمنا أمة لا تجيد كيف تستشرف وتصنع مستقبلها.