في قراءة التاريخ، بمختلف أبعاده وشؤونه الإنسانية، معرفة إستراتيجية ملهمة ومهمة لاستشراف المستقبل، حيث لا ينفصل واقع الأمم الحالي عن تاريخهم، وإنما هو، في الغالب والأعم، تكرار له على أنماط مختلفة تتطور بتطور البشرية... وأحيانا يكون ذلك التاريخ مطابقا لحاضر الأمم المتخلفة عن مواكبة التطور البشري والحضاري الذي لا يتوقف أبدا في تاريخ العرب، القديم والحديث كثير من العبر المتشابهة أحيانا إلى درجة التطابق، في سبيل استهداف الأمة لتبقى قاصرة وتابعة، وصالحة للاستعمار دائما... ومما يؤسف له أننا إما أننا لا نقرأ هذا التاريخ وإما أننا لا نفهم ما نقرؤه... ولكن عموما هناك استدلالات تؤكد أن النجاح الباهر الذي يتحقق اليوم في التلاعب بالعقول عبر تكنولوجيا التواصل والإعلام، وتردي التعليم، يعتمد على جيل عربي لا يملك ذاكرة تاريخية ومعرفية تحميه من هذا الاختراق. وفي هذه المساحة الكتابية البسيطة أسلط الضوء، باختصار شديد، على جزء من تاريخ منطقتنا، الذي مازال يتكرر، وسيتكرر مرارا، مادمنا أمة لا تجيد كيف تستشرف وتصنع مستقبلها.

في مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي، في 9 يوليو 2016، بالعاصمة الفرنسية باريس أطلق الأمير تركي الفيصل مصطلحاً جديداً على ما يُدعى بالثورة الخمينية أنها «السرطان الخميني»، الذي انتشر منذ عام 1979 بخلاياه السوداء في شكل أزمات وعواصف من الأحقاد الطائفية والقومية على امتداد أرض الإسلام والمجتمعات الإسلامية، وبالأخص العربية. وكان...

مر أربعون عاماً (1976-2016) قبل أن تكشف الوثائق الأمريكية عن العلاقات الوطيدة ما بين الخميني وثورته وبين الإدارة والاستخبارات الأمريكية، ولو لم يتم نشر هذه الوثائق بتفاصيل العلاقة الخطيرة عبر وسائل إعلام غربية لما آمن بها العرب، إذ كان يُنسب حديث العرب حول هذا الأمر إلى نظرية المؤامرة، لتحجيم العقل...

يذكر الدكتور سعيد شبار، أستاذ الفكر الإسلامي وتاريخ الأديان في جامعة المولى سليمان في المغرب أن «التوقف عن إنتاج العلم والفكر والمعرفة في عالمنا العربي الإسلامي، هو إعلان وفاة حضارية للذات، وهو ما يستدعي استئناف النظر من جديد قصد الإحياء»!