بعد احتلال العراق، قرأنا جميع المؤشرات حول الترتيبات المرسومة للمنطقة..
المؤشر الأول: كان إلغاء أهم وزارات العراق السيادية، الدفاع (الجيش).. الداخلية (الأمن).. الإعلام (السلاح الجديد) وبذلك تم كسر أهم مفاصل سيادة الدولة وأمن المجتمع وبث الفوضى.. والفوضى.. والفوضى.

إطّلع الكثيرون على وثيقة/ دراسة تسربت من البنتاجون بعنوان: «The Fullfilment Of Bernard Lewis Plan»، والتي تتحدث عن مخطط برنارد لويس الأمريكي لتفتيت الدول العربية قبل عام 2015، ضمن مشروع متكامل حول مستقبل الشرق الأوسط (الجديد)، وباختصار يمكن القول بأنها من أخطر الوثائق السرية المسربة التي تتحدث بالتفصيل (في أكثر من 3500 صفحة) عن عدد من السيناريوهات لتقسيم الدول العربية إلى دويلات كردية وعلوية ودرزية وإمارات إسلامية وولايات مسيحية وشيعية، وغيرها.

نبدأ من حيث انتهى إليه جيمس وولسي، رئيس المخابرات المركزية الأمريكية السابق، في حديثه، الأسبوع الماضي إلى مجموعة من الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة الأمريكية قائلا: "إننا نخوض حرباً عالمية رابعة (واصفا الحرب الباردة بالحرب العالمية الثالثة)، وهي حرب نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، فلابد لحكومات دول مثل مصر والسعودية أن تشعر بالقلق لأن الديمقراطية وفق الأسلوب الأمريكي قادمة لشعوبهم، وان هذه الحرب سوف تستمر لفترة طويلة ضد الأعداء الثلاثة الذين يشنون حربا ضد الولايات

أوجه رسالتي هذه إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، وأتمنى من السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين أن ينقل له هذه الرسالة بأمانة تامة، نعم "بأمانة تامة"، لأن الكذب أصبح أداة من أدوات العمل السياسي الدبلوماسي والدولي، وحقوق الشعوب صارت سلعة تباع وتُشترى في سوق المصالح السياسية ولعبة الأمم، وفي مزاد الأخلاقيات السياسية الغربية، التي صارت تقايض الإنسانية بالمصالح المادية، وتزايد بالديمقراطية وتمارس القتل والظلم لتحقيق مصالحها.