الحرب القادمة
مقدمة...
«إن منطقة الشرق الأوسط تتجه نحو المزيد من الفوضى، والحروب بالوكالة، والحرب المباشرة»، كان هذا طرح أكاديمي أوروبي متخصص في العلاقات الدولية، أثناء نقاش دار بيننا، في منتصف مايو 2017، حول الحالة التي تمر بها منطقتنا... لم يفاجئني رأيه، إذ إنه أحد أقرب السيناريوهات المتوقعة في الحال العربي-الدولي الراهن يؤكد العديد من المراقبين الاستراتيجيين، المتخصصين في الدراسات المستقبلية، أن المؤشرات التي بدأت تتراكم خلال الفترة القصيرة الماضية تشبه كثيراً ما مرّ به العالم قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية. ورغم سيادة الاعتقاد بأن الدول النووية لا يمكن أن تدخل في مواجهة عسكرية جديدة، خوفاً من استخدام القوة المدمرة التي لم تكن متوافرة في الحربين العالميتين السابقتين، فإن هناك ارتفاعا ملحوظا في مؤشرات قيام حرب عسكرية، مباشرة أو بالوكالة، بين أقطاب كبرى، قد لا تصل إلى حد المواجهة النووية، ولكن لا يُستبعد استخدام هذا السلاح التدميري الشامل الذي استخدمه الجيش الأمريكي ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، كما استخدَمَ أنواعا تكتيكية منه ضد العراق في حربي 1991 و2003.