العراق بعد تسليم السلطة... السيادة لمن؟
من الواضح إن الإدارة الإمريكية في طريقها لتفعيل قرارها للتخلص من لقب (المحتل) و(الإحتلال) في العراق، قبل بدء العمليات المباشرة للإنتخابات الإمريكية القادمة التي سيخوض فيها الرئيس بوش معركته الإنتخابية للفوز بالدورة الرئاسية الثانية، حيث إن هذا القرار لهو على درجة قصوى من الأهمية لهذه الإدارة الإمريكية مما جعلها في حالة إصرار على تسليم السلطة (وليس السيادة) إلى العراقيين في نهاية شهر يونيو (حزيران) القادم، تحت أي ظرف كان، خارج إطار الإنتخابات الشرعية، مع التأكد من ضمان تسليم هذه السلطة لحكومة من أهم صفاتها أن تكون طيّعة الإنقياد تحت الإمرة والسيادة الإمريكية، وإلا فسوف تضيع، هباءً، تلك التضحيات الكبرى التي قدمتها الإدارة الإمريكية، للإستيلاء على العراق عتاداً وعدة، شعباً وثروة، أرضاً وفضاءً.
يعد التخلّص من صفة المحتل للعراق دعماً مرحلياً لحملة الرئيس بوش الإنتخابية، لما تلاقي هذه السياسة الإمريكية، منذ ما قبل الحرب، من معارضة شعبية واسعة النطاق في الولايات المتحدة، إضافة إلى ما سوف تخلقه (حالة) إنتهاء الإحتلال شعور واسع بالغبطة، لدى الإمريكيين، لرجوع أبنائهم، الذي قد يتم ترتيبه بشكل إحتفالي يتناسب مع عودة الأبطال المنتصرين من حرب مصيرية (وليس حرب إحتلالية، بربرية، وغير إنسانية)...