أزمـة ثقـة متبـادلة!!
رغم كل ما شهدت ساحة العمل السياسي في البحرين، خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، من أجواء الانفتاح التي رافقت المشروع الإصلاحي، ورغم كل ما قدمه طرفا العملية السياسية، السلطة والمعارضة، من مبادرات لتكييف ذلك الإنفتاح نحو إرساء قواعد جديدة في علاقاتهما، إلا إنه كان ملاحظاً، منذ البداية، إن أجواء أزمة الثقة المتبادلة لم تنفك مستمرة بين أوساط طرفي العملية... كلٍ بإتجاه الآخر.
ودون الدخول في سرد طويل لمظاهر أجواء الإنفتاح، ولا في سرد المبادرات التي قدمها كل طرف للآخر، إلا إننا نرى من الضرورة والأهمية مناقشة تلك الأزمة في الثقة المتصاعدة بين الطرفين لما لها من تأثيرات بالغة في الإستقرار السياسي والاقتصادي الذي ننشده، وخصوصاً بعد ذلك التصعيد الذي بلغ مداه على هامش المؤتمر الذي ناقشت فيه المعارضة قضية الدستور...
مما لا شك فيه إن أزمة الثقة لا يمكن أن تنشأ من فراغ، وإنما تنشأ نتيجة لتراكم الأحداث والازمات مع مرور الزمن...