ذهنية الديمقراطية
تقوم الديمقراطية على مبادئ الحرية التي تقوم على مفهوم نوعي إيجابي يتضمن مبادئ حقوق الإنسان وتجسد قضية إنسانية تتعدى قيمتها قيم الأشياء الأخرى لأنها تعبر عن امتلاك الإنسان لفكره وإرادته، وتمنحه شعور المواطنة الكاملة في استجابته للحقوق والواجبات، وتعمل على تحرير عقله للانطلاق نحو المستقبل واكتشاف المجهول، وبهذا المفهوم تصبح "الديمقراطية – الحرية" بدون معنى حقيقي في غياب حرية الاختيار. إلا أن الحرية ليست مطلقة، بل هي محدودة ومحددة في إطار المسؤولية المشتركة لأفراد المجتمع وتتطلب درجة من الانضباط لتحديد ممارسة الفرد لحريته بالعلاقة مع حرية ومصالح المجتمع.
إن إحدى العقبات التي تواجه الحرية ومهمة التحول الديمقراطي هي النزعة الذاتية القوية تحت السلطة، إذ أن السلطة تحفز على الفساد، وإن الذين يتمتعون ببعض السلطة، حتى وإن كانوا من أصحاب الضمائر الحية عادة ما يرونها من زاوية خاصة بهم عند حصولهم على المزيد منها. وهذا مبرر آخر لفرض الرقابة المؤسسية على تصرفات السلطات المختلفة لكي لا تتبنى سياسات وتشريعات يمكن أن تقود إلى إضعاف أو تشويه أو تقييد "الديمقراطية – الحرية"، لأن ما يتخذ بطريقة ديمقراطية لا يكون بالضرورة ديمقراطياً.