قد لا يمكننا كشف ما يجري خلف الكواليس السياسية، ولكن ما يظهر على المسرح السياسي يعلن عن استراتيجيات يحرص أصحابها أن تبقى في طي الكتمان لشدة بشاعتها وخطورتها.. لذلك أرجو أن تساهم المعلومات المنشورة أدناه في توضيح شيء مما يمكن أن يكون خافياً على الشعب العربي من سياسات إيران العملية في اتجاه فرض سيادتها وهيمنتها على منطقة الخليج العربي.. قد تكون هذه المعلومات إعلامية إلا أنه يجب قراءتها مع صيرورة الممارسات الإيرانية الأكثر تعنتاً وخطورة في دورها مع الشيطان الأكبر الأمريكي في احتلال العراق وتقسيمه، وفرضها الحالة الطائفية على المنطقة عموماً والخليج خصوصاً، واحتلالها للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، إضافة إلى احتلالها لإمارة الأحواز العربية منذ أكثر من ثمانية عقود (تمتد الاحواز على طول الساحل الشرقي للخليج العربي من مضيق هرمز إلى جنوب العراق، تم احتلالها في 20 أبريل/نيسان 1925، وتعوم فوق أغنى آبار النفط في العالم)، دون أن ننسى الحالة اللبنانية والفلسطينية... أما المعلومات فتقول التالي:
• بسبب نشر المجلة الأمريكية "ناشيونال جيوغرافيك" (National Geographic) إسم الخليج العربي في أحد أعدادها، اعترضت الحكومة الإيرانية على الشركة الصادرة للمجلة، فردت الشركة بأن الإمارات العربية المتحدة هي من طلب منها ذلك.. فقامت إيران بالاحتجاج على دولة الإمارات على مستوى العلاقات الخارجية، كما اعترضت على الشركة وطالبتها بسحب عدد المجلة من السوق..

ياترى هل صدّقت الأنظمة العربية أكاذيب كونداليزا رايس مرة أخرى؟.. وهل ستبعث هذه الأنظمة بسفرائها إلى العراق بدعوى الحفاظ على عروبته كما تدّعي تلك السيدة التي لم تتفوه بكلمة صادقة منذ أن ظهرت على مسرح السياسة الأمريكية حتى الآن؟..
لطالما اعتمد النظام الاستعماري الغربي على الأنظمة العربية في تنفيذ مخططاته واستراتيجياته بوطننا العربي.. ولطالما استعمل الأكاذيب للوصول إلى غاياته التي لا نهاية لها، إلا بانتهاء الثروات التي تختزنها أرض هذا الوطن.. فما يحدث اليوم لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، الأمريكي، يتم بممارسات ليست بجديدة، وإنما تمتد أصولها إلى ممارسات دول أوروبا المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وما رسمته تلك الدول من خطط ووضعته من ذرائع وأكاذيب لتنفيذ مشروع سايكس بيكو التقسيمي (1916)..

في ذكرى مرور خمس سنوات على غزو واحتلال العراق استلمتُ، عبر بريدي الإلكتروني، الحزمة الكاملة من صور التعذيب في سجون أبي غريب الأمريكية في العراق، بما فيها الصور التي تمكّن الامريكان من التعتيم عليها ولم تُنشر، لشدة بشاعتها وقذارتها.. واستلمت ايضاً أفلام فيديو توثق عمليات الوحوش البشرية الأمريكية وهي تداهم وتسرق البيوت وتقتل الأطفال وتغتصب النساء وتعتقل الرجال في العراق.. فكانت صور تحكي عن ممارسات أمريكية، لا يتخيلها عقل بني البشر، ولا يتمكن لأي إنسان عاقل أن يتخيّل إن هناك مخلوق، من فصيلة الإنسان، بقادر على الإتيان بالجرئم التي وضعتها أمامنا تلك الصور.. فهي تحكي قصص الوحوش ومصاصي الدماء التي لطالما قرأنا عنها في الأدبيات الغربية.. والغربية فقط.. صور تفضح حقيقة الثقافة الغربية اللاأخلاقية واللاإنسانية.. هذه الثقافة التي ما برحت مؤسساتها تحاول أن تُظهر للعالم إنطباعاً مثالياً عنها من خلال صورة الإنسان الغربي الأبيض المتمدن الذي من أهم واجباته الإنسانية أن يعلّم عالمنا المتخلف السلوك المتحضر.. فإذ بواقعة الإحتلال وجرائمه البشعة تظهر حقيقة تلك الثقافة والنهضة الصناعية التي خلقت غيلاناً ووحوش في شكل بني البشر.. فمَن يدير ذلك الاحتلال في العراق، وينظم شئون الاعتقالات والمعتقلات ويقتل كل كائن حي هناك، ليس من فصيلة الإنسان بل هم وحوش.. فهذه المخلوقات لا تعرف من معاني الإنسانية حتى صفاتها، ولا تملك من مفاهيم المشاعر البشرية حتى أدناها، لذلك كانت ممارساتها في العراق لا تختلف عن سلوك حيوانات الغابة التي تفترس بعضها بعضاً..

طلعت علينا صحيفة "أخبار الخليج" يوم أمس الثلاثاء، 22 أبريل 2008، بخبر طرد أحد صحفييها من مؤتمر صحفي لمن يُدعى بوزير خارجية العراق المحتل، بواسطة أحمد الآغا، الوزير المفوض بسفارة العراق المحتل في مملكة البحرين، في سابقة لم تشهد مثلها البحرين حتى قبل عهد الديمقراطية، حيث علل الوزير المذكور للصحفي بأنه وحكومته (الموقرة) "ترفض التعامل مع أشكال أنور عبدالرحمن والسيد زهره"، الأول رئيس تحرير الصحيفة والثاني أحد ألمع الأقلام الوطنية والقومية في المملكة . .
ورغم أن الحادثة ليست بغريبة على أخلاقيات وسلوكيات من قام بها، فإننا أحببنا إطلاع القارئ الكريم على نبذة من سيرة السيد أحمد الآغا، وهي ما يخص الفترة التي عاش فيها بالبحرين، حيث ما سبق هذه الفترة يعد مجهولاً وغير معروف . .
وصل الآغا، وهو عراقي من أصول كردية، إلى البحرين قبل غزو واحتلال العراق بفترة وجيزة باسم أحمد الجلبي، لهدف غير معروف، إلا أنه بات معروفاً فيما بعد بأنه كان ضمن لعبة الاحتلال في توزيع كوادر "عراقية" تم إعدادها لفترة الاحتلال والحكومة الجديدة. .