خلال يوم أمس، الجمعة 26 ديمسبر 2003، استملت أكثر من اتصال هاتفي من العراق من أفراد عن طريق عوائل عراقية تعيش في البحرين. العراقيون يسألون بحرارة... "أين العرب مما يحدث لنا في بغداد، إن بغداد تحترق وتدمر على سكانها... والحرب قائمة منذ أكثر من اسبوع من تاريخه... وارتفعت وتيرة المقاومة لإيقاف عمليات القتل والتنكيل الأمريكي بالعراقيين... الشوارع غير آمنة... القصف في كل اتجاه، الغارات الجوية وقصف المناطق والأحياء السكنية مستمرة بحجة القضاء على المقاومة". يقول أحد البغداديون مستنجداً... "إنها حرب حقيقية تعيشها بغداد، إنها عملية تطهير عرقي لجميع السنة في بغداد، بحجة أنهم بعثيون، على ايدي قوات بدر الذين ألبسوهم ملابس الشرطة العراقية... وكلما تابعنا وسائل الإعلام ولاحظنا ذلك الحصار الإخباري والتعتيم الإعلامي المنقطع النظير نستشعر بالخطر الحقيقي الذي قد يصل إلى داخل بيوتنا في أية لحظة... إنهم يخططون لعملية إبادة جماعية داخل بغداد...

بدون تعليق وبدون مقدمات، انقل هنا بعض الصور عن الواقع العراقي الجديد في ظل الديمقراطية الأمريكية، منقولاً من على لسان مواطن عراقي عاش في العراق ولم يتركه هارباً بذريعة (القمع) أو الحصار أو الإحتلال، ولم يكن يوماً من الأيام بعثياً أو حزبياً ، وهو رجل أعمال لم يمارس السياسة ولكنه محب للعراق ويعاني مع معاناة وطنه المحتل... ويقول:

(1)

علًقت القوات الأمريكية، على نصب الجندي المجهول في وسط بغداد، لافتة كبيرة مكتوب عليها بالعربي (ممنوع المظاهرات)، وما يبثه الإعلام الأمريكي من مشاهد حية للمظاهرات في بغداد ما هي إلا تجمعات تُنَظَم وتُدَار من قبل القوات الأمريكية فقط أمام فندق فلسـطين حيث تتجمع وكالات الأنباء المختلفة.

يبدو إن تغطيتي الإعلامية لهذا الحدث الخليجي والعربي الهام قد تحولت إلى يوميات إعلامية، من حيث لا أقصد ، ولكن مجريات العمل اليومي سار بنا على هذا الدرب، أولاً لعدم وجود مادة إعلامية خاصة بهذه القمة في متناول الإعلام والإعلاميين، رغم انعقادها في أكثر الفترات خطورة بالنسبة إلى جميع دول المنطقة بدون استثناء ، وثانياً لأهمية نقل الصورة الواقعية لمجريات انعقاد هذه القمة، إلى المواطن الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام، لما لذلك من أهمية معرفية بحاجة للنقد والمراجعة للتغلب على رؤيتنا لأنفسنا، فرادا وجماعات، من حيث ما نعانيه من سلبيات في منظومتنا المعرفية لدور الإعلام وحق الشعوب في الحصول على المعلومة في الوقت المناسب وبالوسائل المناسبة، بكل ما تحمله هذه المنظومة من معاني واسعة وكبيرة.
اليوم الاثنين 22 ديسمبر، بدأ مبكراً، لأنه اليوم الوحيد الذي سوف يتوفر لنا فرصة الالتقاء بشخصيات ومسئولين قريبين من مصانع القرار في هذه القمة، لذلك بدأنا مبكراً بالانتقال إلى الحافلات التي سوف تقل جميع الإعلاميين إلى هناك... وأيضاً كان الانتظار، داخل الحافلات، طويلاً لأسباب تلك الإجراءات الأمنية التي شملت كل هذا الجمع الكبير.

وصل القادة الخليجيون والوفود المرافقة لهم إلى الكويت ، ولليوم الثالث يتجمع الإعلاميون في فندق ماريوت الكويت ، دون أن يتمكنوا من أداء أي دور إعلامي حقيقي.
توجه بعض المدعوين من رؤساء التحرير إلى قصر البيان لحضور مراسم حفل جلسة افتتاح القمة الخليجية الرابعة والعشرين، كما توجه إلى هناك أيضاً بعض المصورين للقيام بمهمة التصوير فقط، ولم يعطى الصحفيون والإعلاميون فرصة الذهاب إلى هناك لعدم وجود أي دور لهم، أي لم يوفر لهم أي فرصة للاتصال مع القادة أو الوفود المرافقة لمعرفة أية معلومات، عن مضمون هذه القمة، يمكن أن ينقلها الإعلاميون للتداول على مستوى الشارع العربي قبل إعلان البيان الختامي، لذلك لا يزال التساؤل قائماً حول مضمون جدول الأعمال الذي سوف يناقش في هذه القمة، غير تلك البنود التي وردت على هذا الجدول في كل قمة سابقة، على سبيل المثال بند توحيد التعرفة الجمركية الخليجية، وبند حرية الانتقال بين دول مجلس التعاون بالهوية... إلخ ، والتي لم يتم الاتفاق النهائي عليها حتى الآن.