المقاومة بدأت ... من يوقفها؟
يبدو جلياً إن الولايات المتحدة، وهي في بدايات طور نشر نفوذها على المناطق المرسومة في استراتيجيتها لبناء إمبراطوريتها في هذا القرن، بدأت تصطدم بجبلين جبارين يمكن أن يكسرا طموحاتها على سفوحهما. فكما اصطدمت السياسة الأمريكية بالجبل الأول في حربها ضد الإسلام في أفغانستان، ومعاناتها المتواصلة، لما يزيد عن العامين حتى الآن، لتلك الحرب المستمرة والمستنزفة لقواها اليومية على الأراضي الأفغانية (رغم التعتيم الإعلامي على الوضع هناك)، فإن هذه الإدارة بدأت، منذ الأول من مايو/أيار 2003، تواجه إصطدام آخر في العراق في مواجهتها اليومية بجبل المقاومة العراقية المتصاعدة قوة وتنظيماً في عملياتها اليومية المستنزفة لإمكانيات قوات الإحتلال بشراً وعتاداً مما مكنها من أن تفرض نفسها على جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية رغم كل محاولات الكذب والتلفيق والتعتيم التي تمارسها إدارة الإحتلال في العراق وفي واشنطن ... كما يبدو جلياً أيضاً إن كلا النزيفين غير قابلين للتوقف لعدم امتلاك تلك القوة الدولية العظمى لآليات أو عوامل إيقافهما أو حتى تحديدهما، مما يؤكد إن الولايات المتحدة مقبلة على فترة عصيبة سواء على المستوى الداخلي سياسياً واقتصاديا أو على المستوى الدولي ومواجهتها لآليات الشرعية الدولية.