إليكم السير الذاتية للوزراء الجدد في أهم الوزارات السيادية في العراق، وهي مقتطفات من بعض المقالات للأخوة العراقيين لمعرفتهم الدقيقة بأحوالهم:
أولاً : وزير الداخلية: الإسم: نوري البدران ..... المهنة السابقة: دبلوماسي محترف .... الخبرة العملية: أكثر من عشرين عام دبلوماسي في وزارة الخارجية، من خلال العمل في الجامعة العربية في تونس، والمقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، وفي افغانستان، واليونان، وموسكو، وله علاقات واسعة مع الكثير من الدبلوماسيين العرب والأجانب. وفي النهاية لا علاقة له بوزارة الداخلية.
ثانياً: وزير الخارجية: الإسم: هوشيار زيباري .... المرجعية: مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو خال رئيس الحزب وعضو مجلس الحكم العراقي مسعود البارازاني ... الخبرة العملية: لم يسبق له أن عمل في الميدان الدبلوماسي أو أية وظيفة إدارية، كان مقاتلاً في جبال كردستان مع (البيشمركة) ولأنه قريب رئيس الحزب تم نقله إلى مكاتب الحزب في لندن .... مواصفاته التفضيلية: ملتزم بمرجعيته الحزبية الكردية وتعليمات زعيم الحزب، ونسبة لهذه المرجعية فهو معروف بمواقفه المتشنجة ضد العديد من الدول العربية وتركيا، كما أنه من المتحمسين لفكرة فصل العراق عن محيطه العربي وتقسيمه إلى فيدراليات مستقلة عن بعضها بشكل كامل.

الحقيقة الوحيدة التي ذكرها السيد نيومان، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى البحرين في لقائه مع الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير جريدة أخبار الخليج، هي تلك الجملة الختامية التي قالها في نهاية اللقاء: "اننا نثق في الشعب العراقي وفي إصراره وقدرته على مواجهة التحديات وعزمه الأكيد على الا يقع مرة أخر ضحية لنظام ديكتاتوري آخر". هذه هي الحقيقة التي عرفها الأمريكان بعد أن دخلوا العراق وتعرفوا على الشعب العراقي، وهي إنه شعب عالي القدرات وقادر على مواجهة التحديات ويملك عزيمة أكيدة في التخلص من أي ديكتاتورية، ولن يقبل أن يحكمه الأجنبي حتى لو كان هذا الأجنبي الدولة العظمى الوحيدة في العالم، ولذلك ينظم العراقيون صفوفهم كل يوم للإستمرار في مقاومة الإحتلال.
أما كل تلك العبارات الإنشائية المنمقة التي ذكرها قبل هذه الجملة الوداعية، فلا يخفى على جميع الشعوب المسحوقة بسبب الممارسات الأمريكية في العالم، إنها بعيدة عن الحقيقة والواقع، وإن شعوب العالم، بما فيها الشعب الأمريكي والبريطاني، تدرك جيداً إن الإدارة الإمريكية، بعد فشلها في إثبات أدنى حدود المصداقية في حربها على العراق، تحاول أن تغيّر دفة الرأي العام العالمي حول أسباب هذه الحرب البائسة من ذريعة أسلحة الدمار الشامل إلى ذريعة إسقاط نظام حكم ديكتاتوري، وهذا ما لا يملك أي سند قانوني في الشرائع الدولية وإنما تحاول هذه الإدارة اليمينية في الولايات المتحدة خلقه كسابقة تحقق بها سياساتها واستراتيجياتها في العالم.

إن ما يتم تنفيذه في العراق منذ بدء الإحتلال الأمريكي لهو من الخطورة بما يوازي خطورة قوة إنفجار القنبلة الذرية بالنسبة للمنطقة بأسرها، وما يحدث في العراق منذ لحظة تدنيسه بنزول القوات الأمريكية على أراضيه يبعث على الغضب والإشمئزاز كما يثير الحزن والتشاؤم بعد إتضاح الصورة الحقيقية لأهداف ومخططات الإدارة الأمريكية في العراق وتلك الأهداف المعلن عنها تحت مسمى إعادة تشكيل المنطقة بأسرها والتي بدأت تتضح خيوطه بممارسات السياسة الأمريكية مع باقي الدول العربية.
إن ما يحدث في العراق هو تنفيذ للبنود الأولى من الإستراتيجية الأمريكية القائمة على إعادة تشكل المنطقة العربية بأسرها على أسس عرقية وطائفية بحتة، وخصوصاً تلك المناطق القريبة من منابع النفط والدول التي تملك هذه الثروة، بما يتيح سهولة إدارتها ونزف خيراتها تحت مختلف الذرائع والأسباب، بدءاً بمقاومة الإرهاب وانتهاءاً بتدويل مصادر الطاقة ومروراً بنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في هذه المناطق التي تحكمها حكومات غير ديمقراطية.

خلال السنوات العشر الأخيرة برزت بعض الدول الخليجية المجاورة بأدوار إعلامية متميزة، رسمية وخاصة، على مستوى الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، رغم أن أدوارها الإعلامية تلك لا تعكس الصورة الحقيقية لواقع النشاط السياسي والثقافي في مجتمعاتها ، ورغم أن هذه الدول لا تمارس حتى الجزء اليسير من تلك الحرية الإعلامية المعلن عنها للعالم الخارجي من خلال منابرها الإعلامية تلك على مستوى سياساتها الداخلية.
ومما يؤسف له في واقعنا البحريني، إنه رغم كل هذا الحراك الثقافي والسياسي النشيط الذي يتميز به المجتمع البحريني على مدار تاريخه المعاصر، ورغم كل ما تحقق للبحرين في مجال الحريات منذ بدء العملية الإصلاحية وحتى اليوم، ورغم ضرورة وأهمية الإعلام كواجهة حضارية في هذا العصر الذي نعيش ومضمونة الفوائد لو أجيد إدارتها، إلا أن البحرين لا تزال بمنأى عن هذا العمل الإعلامي العصري، ولا زالت غير قادرة على أن تأخذ صبغة إعلامية عصرية من خلال منابر إعلامية متميزة، ولا زالت غير قادرة على أن تكون محطة إعلامية مؤهلة للعب الدور الإعلامي القيادي في المنطقة، كما لا زالت غير قادرة على إظهار الصورة الواقعية للنشاط الفكري والثقافي والسياسي البحريني للواجهة الإعلامية.