• شنوا الحرب على العراق بجميع ما يملكون من أسلحة الدمار الشامل بهدف القضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية ، وإلى هذا اليوم لم يتم الإثبات أن العراق يمتلك اي نوع من هذه الاسلحة.
• قالوا بأنهم سوف يحررون العراق من الديكتاتورية وسوف يحررون العراقيين وينشرون الديمقراطية والرفاه في العراق ، وإلى هذا اليوم لم تثبت أية مؤشرات لمصداقية هذه الإدعاءات ضمن الاستراتيجية الأمريكية، وخصوصاً بعد موافقتهم على قرار الأمم المتحدة بوجودهم في العراق كمحتلين وليس كمحررين، وذلك في سبيل الحصول على فرصة رفع الحصار والاستفادة من الثروة النفطية العراقية بأسرع وقت ممكن، وهذا ما صرح به نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز بقوله بأنهم احتلوا العراق من أجل النفط (الجارديان 4 يونيو 2003).

ما من شك في أن الشعب العراقي يعاني الأمرّين اليوم، بعد أن تخلت عنه كل الأنظمة العربية الشقيقة وكل الدول الإسلامية الصديقة في محنته لما يزيد على ثلاثة عشر عاماً ، كما تخلت القوى والشعوب العربية المختلفة عن تلبية نداءاته في المساندة والنضال للضغط لإنصافه وإنهاء معاناته التي تزداد يوماً بعد يوم مع وجود الإحتلال والمجاعة والأمراض والقتل والإغتصاب والدمار.
قبل الحرب كانت الأنظمة العربية المختلفة تتذرع بأن على النظام العراقي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية لإزالة الحصار الجائر المفروض على هذا الشعب المسكين. ولأن الأجندة الأمريكية كانت تطلب الضغط باتجاه الحرب إنشغل العرب، أنظمة وقوى سياسية ، بإيجاد الذرائع لتلك الحرب وإحتلال العراق وتصفية النظام العراقي بدون أية شرعية دولية. واليوم وبعد تلك الحرب الظالمة والبشعة ضد العراق، لا زال هذا الشعب يرزح تحت الظلم والجوع والأمراض كما فقد الأمان في بيته وعمله وبلده، والمحتل الأمريكي يهدد الدول العربية وغير العربية من التدخل في شئون العراق ، علماً بإن التهديد الأمريكي يجب أن يؤخذ محمل الجد لأن عدم طاعته يعني التأديب بالصواريخ والقنابل أو باسلوب آخر تعرفه أنظمتنا جيداً.

ضمن سلسلة المحاضرات والندوات التي يقدمها مركز البحرين للدراسات والبحوث ، قدم الدكتور محمد نعمان جلال، مستشار الدراسات الاستراتيجية في المركز، دراسة قيّمة حول موضوع الأمن القومي والإقليمي والوطني العربي في ظل الوقائع والأحداث الراهنة والنظام الدولي الجديد بعد احتلال العراق، تناول فيها المفاهيم الخاصة بالأمن الوطني في ظل طبيعة التغيرات الدولية، ومفهوم الأمن بوجه عام، والتداعيات الأمنية على الخليج بعد غزو العراق والنظام الجديد للشرعية الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة، وما تسبب به في فقدان مصداقية التنظيم الدولي سواء في الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية.
حاول الدكتور المحاضر استيفاء جميع جوانب الدراسة، كبحث علمي ومرجعي يمكن اعتماده كمدخل لتطوير مفهوم الأمن الوطني والقومي، وبناء الاسس المطلوبة لبناء معرفي متكامل حول الموضوع، حيث جمعت تلك المحاضرة نتاج جهد علمي كبير ونتاج خبرة عمل دبلوماسي وسياسي اكتسبها الدكتور المحاضر من خلال سنوات عمله الطويلة.

يبدو من النشاطات الميدانية المحمومة على الساحة العربية عموماً والساحة الخليجية خصوصاً بأن مبادرة الشراكة الأمريكية للشـرق الأوسط (مبادرة باول)، هي قيد التنفيذ وعلى أشدها. أما على مستوى البحرين فلم يعد هذا المشروع خافياً، بل العمل به مستمر منذ لحظة انطلاقته، وذلك من خلال مؤسسات أمريكية تحت مسميات مختلفة وبالشراكة مع مؤسسات عربية ومحلية ومع أفراد من مختلف القطاعات، مستهدفاً جميع قطاعات المجتمع بدءاً بمؤسسات المجتمع المدني وبالأخص الجمعيات السياسية والنسائية والشبابية، بالإضافة إلى المجالس المنتخبة التي تمثل الشعب في مواقع التشريع وصنع القرار. فها هي ورش العمل والمؤتمرات الخاصة بنشر الديمقراطية المزعومة في أعماق مجتمعاتنا تترافق مع المنتديات الإقتصادية (المنتدى الاقتصادي في الأردن)، بطريقة سلسة وبدون أي إعتراض علني، بل وبمشاركة جميع المؤسسات المدنية والأهلية والمجالس المنتخبة التي أصبحت مندفعة للحصول على المميزات الفردية والجانبية لهذه الفعاليات.