الديمقراطية، كيف نمارسها
لا تزال الشعوب العربية بعيدة جداً عن الذهنية الديمقراطية وممارسة الديمقراطية كأفراد وكمجتمعات وكمؤسسات، ولكن في نفس الوقت لا تزال هذه الشعوب لا تملك تلك المبادرات الفكرية الخلاقة نحو معرفة أسباب هذه الظاهرة وطرق ووسائل تغييرها، ولا زلنا غير قادرين على الخروج من دائرة الإدعاء بأن وراء هذه الظاهرة هي الحكومات العربية القمعية، رغم أن الأحداث تثبت لنا كل يوم وفي كل موقع في المنطقة العربية إن هذا الإدعاء غير صحيح، وإننا كأفراد لو كنا نملك الذهنية الديمقراطية لكنا غير مؤهلين لأن تحكمنا حكومات قمعية، كما أننا لو كنا ديمقراطيين لأستطعنا العمل على توحيد جهودنا نحو تغيير واقع أنظمتنا غير الديمقراطية ونحو تحقيق أهداف ومصالح الأمة، وهذا يرجعنا لعكس تلك الإدعاءات، أي إننا كشعوب غير ديمقراطية مؤهلين أن تحكمنا حكومات غير ديمقراطية وإننا يمكن أن نحوّل القيادات الديمقراطية إلى قيادات قمعية من خلال مختلف ممارساتنا وسلوكياتنا التي لا تشكل هماً جديراً بالبحث والدراسة لمختلف أكاديميينا الباحثين والمستغرقين في البحث عن ذواتهم أو مؤسساتنا البحثية التي تدور في نفس الفلك.