الخاسرون من السير في ركب السياسة الأمريكية
لا يخفى على جميع المخضرمين في العمل السياسي مدى التغيّر في ثوابت هذا العمل إلى درجة إنقلاب بعض تلك الثوابت للوضع المعاكس تماماً، أي إلى درجة أن يتحول ما كان محرماً وما كان يعد من الجرائم الوطنية الكبرى في السابق ليصبح من الثوابت الوطنية في الوقت الحاضر. ولكن رغم ذلك لا يمكن لهؤلاء أن يعتبروا الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الدولة الإمبريالية الكبرى التي إزدادت إمبريالية وطغياناً بعد إنتهاء الحرب الباردة وإنتهاء أسس التوازن الدولي، إن يعتبروا هذه الدولة قادرة أن تكون اليوم مصدر الديمقراطية والعدالة الإجتماعية المنصفة لمصالح الشـعوب في مناطقنا إجمالاً، ومناطقنا تعني دول الجنوب التي تعد دولنا من عدادها رغم كل ما تملك من ثروات تُمَكّنها من أن تتحول إلى جنة من الرفاهية الإقتصادية. وما يجب أن نعلمه ونؤمن به جميعاً إن مصالح هذا النظام الإمبريالي العالمي الجديد لا يمكن أن تتحقق مع تحقيق العدالة والمصالح الوطنية لدولنا ، لأن هذه المصالح متضاربة مع مصالحهم لدينا، إضافة إلى أن هذا النظام الدولي لا يتعامل بمفاهيم الدول الصديقة أو الحليفة، وما هذه المصطلحات في قواميسهم إلا تعابير شفوية مفرغة من معانيها الحقيقية وتستعمل عند الحاجة لكسب ود بعض القيادات والأنظمة التي يعد لها دور مرحلي وشكلي في المخططات