يتداول كثيراً هذه الأيام الحديث حول ظاهرة تزايد عدد المجالس/ المنتديات الخاصة في البحرين، إذ بعد انتهاء مرحلة التسابق في تأسيس الجمعيات السياسية بمختلف منابتها وخلفياتها وأسمائها، وبعد تكاثر وتوالد تلك الجمعيات بما لم يترك المجال لإشهار المزيد منها، بدأت ظاهرة التسابق على فتح مجالس/ منتديات خاصة في البيوت، وبأسماء أصحابها، تنتشر في جميع أنحاء البحرين. والغريب في الموضوع أن هذه المجالس/ المنتديات أصبحت تأخذ خصائص سلبية سوف تقضي على الفوائد والإيجابيات المرجوة من تأسيسها، وهذه الخصائص السلبية تنحصر أولاً في أن هذه المجالس بدأت تأخذ الطابع الشخصي وهذه ظاهرة يراد بها تداول وتعريف الاسم الشخصي واسم العائلة بعقلية عشائرية للمزيد من الإنتشار مما يتطلب تفهماً ومواجهة حقيقية، وثانياً أن هذه المنتديات بدأت تفتح وتدار من قبل أشخاص لا علاقة لهم بأي هم ثقافي أو سياسي، بل هم معروفون باهتماماتهم المعاكسة لذلك تماما، ويهدفون من فتح هذه المجالس إلى تحقيق بعض القضايا الشخصية والذاتية . . ولأهداف مختلفة أخرى.

منذ بداية انعقاد المؤتمر القومي العربي الرابع عشر في صنعاء بتاريخ ۲۳ – 26 يونيو ۲۰۰۳ وحتى اليوم، تم نشر العديد من المقالات في مختلف الصحف العربية لبعض الكتاب والصحفيين العرب وكأن لسان حالهم جميعاً يريد أن ينطق ويقول بأننا يجب أن نعمل بالتزام كامل مع السياسة الأمريكية في المنطقة وأن نكون ملتزمين بالإرادة السياسية الأمريكية في قرارها حول انهاء كل ما له علاقة بالقومية العربية والفكر القومي والقوميين، وإن هذا النوع من المؤتمرات التي يمكن أن تهيئ جواً ثقافياً معادياً للسياسة الأمريكية يجب أن تلغي لأن هؤلاء القوميين يحملون فكراً قديماً لا يساير العصر، وإنهم لا يزالون يفكرون بعقول مؤدلجة بأيديولوجيات قومية لم تنفع الأمة وإنما جلبت لها الكثير من المصائب.

• شنوا الحرب على العراق بجميع ما يملكون من أسلحة الدمار الشامل بهدف القضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية ، وإلى هذا اليوم لم يتم الإثبات أن العراق يمتلك اي نوع من هذه الاسلحة.
• قالوا بأنهم سوف يحررون العراق من الديكتاتورية وسوف يحررون العراقيين وينشرون الديمقراطية والرفاه في العراق ، وإلى هذا اليوم لم تثبت أية مؤشرات لمصداقية هذه الإدعاءات ضمن الاستراتيجية الأمريكية، وخصوصاً بعد موافقتهم على قرار الأمم المتحدة بوجودهم في العراق كمحتلين وليس كمحررين، وذلك في سبيل الحصول على فرصة رفع الحصار والاستفادة من الثروة النفطية العراقية بأسرع وقت ممكن، وهذا ما صرح به نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز بقوله بأنهم احتلوا العراق من أجل النفط (الجارديان 4 يونيو 2003).

ما من شك في أن الشعب العراقي يعاني الأمرّين اليوم، بعد أن تخلت عنه كل الأنظمة العربية الشقيقة وكل الدول الإسلامية الصديقة في محنته لما يزيد على ثلاثة عشر عاماً ، كما تخلت القوى والشعوب العربية المختلفة عن تلبية نداءاته في المساندة والنضال للضغط لإنصافه وإنهاء معاناته التي تزداد يوماً بعد يوم مع وجود الإحتلال والمجاعة والأمراض والقتل والإغتصاب والدمار.
قبل الحرب كانت الأنظمة العربية المختلفة تتذرع بأن على النظام العراقي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية لإزالة الحصار الجائر المفروض على هذا الشعب المسكين. ولأن الأجندة الأمريكية كانت تطلب الضغط باتجاه الحرب إنشغل العرب، أنظمة وقوى سياسية ، بإيجاد الذرائع لتلك الحرب وإحتلال العراق وتصفية النظام العراقي بدون أية شرعية دولية. واليوم وبعد تلك الحرب الظالمة والبشعة ضد العراق، لا زال هذا الشعب يرزح تحت الظلم والجوع والأمراض كما فقد الأمان في بيته وعمله وبلده، والمحتل الأمريكي يهدد الدول العربية وغير العربية من التدخل في شئون العراق ، علماً بإن التهديد الأمريكي يجب أن يؤخذ محمل الجد لأن عدم طاعته يعني التأديب بالصواريخ والقنابل أو باسلوب آخر تعرفه أنظمتنا جيداً.