"الديمقراطية الغربية جميلة جدا إذا لم تخرج من حدود أوطانها إلى أوطان الشعوب الثالثة والرابعة التي لا يحق لها أن تتمتع بهذه الديمقراطية الجميلة التي فصّلها الغرب على مقاسه والتي يضن بها على بقية الكائنات الحية التي يعتقد أنها ليست أهلا لها، فالديمقراطية الغربية لا يمكن أن تتحول إلى شرقية ولا إلى جنوبية ولا إلى جنوب أمريكية ولكن يجب أن تبقى في مفهوم الغرب غربية.. هي ديمقراطية مرتبطة بالمكان ولو خرجت من مكانها فسدت لأنها لا تتناسب مع مصالح الغرب خارج ذلك المكان، هي ديمقراطية أوروبية أمريكية إسرائيلية فقط لو تجاوزت حدودها احترقت لأنها تتضارب حينها مع أطماع الغرب وتنقص من ثروات الغرب وتضعف من سيطرة الغرب".. (أمير أوغلو).
النص المقتبس أعلاه يفسّر تماماً معاناة بلداننا التي تعمل حثيثاً على التعرف على الديمقراطية وممارساتها، في زمن اختلت فيه موازين القوى الدولية، وتغيّرت فيه قواعد اللعبة الاستعمارية في الهيمنة ونهب ثروات الشعوب، المتجمع جلها في أرضنا العربية..

انتشر اسم ليلى فخرو في كل الوسط الطلابي البحريني والعربي، في مرحلة السبعينات، كما لم ينتشر ويشتهر اسم في تلك المرحلة، التي كان فيها العمل النقابي الطلابي ملازماً للعمل السياسي بكل فروعه النضالية، بدءاً من المسيرات والمظاهرات وانتهاءاً بحمل السلاح والعمليات الفدائية ضد المستعمِرين، مروراً بالندوات والمؤتمرات والعمل الثقافي والتوعوي المتواصل.. إذ كانت ليلى أول إمرأة خليجية مناضلة، تلتحق بالثوار في جبهة ظفار جنوب شبه الجزيرة العربية، لتساهم في المعركة الكبرى ضد الاستعمار بكل أصنافه..
إلا إنني لم اتعرف، شخصياً، على هذه السيدة العظيمة إلا في البحرين عام 2001 عندما اتصلت بي صباح أحد الأيام لتقول لي "أحببت أن أتعرف على الكاتبة التي اجد نفسي في مقالاتها، في زمن أشعر فيه بالغربة..."، فكان شرفاً لي أن التقينا بعد أقل من ساعة واحدة، ليدور بيننا حوار طويل لم اشعر به للحظة واحدة بأنه كان اللقاء الأول معها..

في 31 مايو ۱۹۲۳ كتب المقدم إس .جي. نوكس ( S . G . Knox )، المقيم السياسي البريطاني في الخليج، تقريرا مفصلا إلى مكتبهم في الهند عن أحداث هامة جرت في البحرين، وأنهى التقرير بفقرة هامة قال فيها "أتمنى أن يبقى ديلي سنتين في البحرين من دون إجازة. وأعتقد أننا سنضطر لإيفاده إلى سلطان نجد في أمور تخص الحكومة البريطانية وأثناء غيابه اعتقد أن أمور البحرين يجب ألا تترك من دون وجود رجل إنجليزي فيها؛ لن ينفع الهندي أو العربي أو الفارسي. المطلوب إنجليزي يتكلم العربية ويستلم مكان ديلي أثناء غيابه" ("سبزاباد ورجال الدولة البهية" مي محمد الخليفة/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر- ۱۹۹۸) . .

بعد انتهاء زيارته للشرق الأوسط، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، السيد كوفي عنان، من مكتبه في واشنطن (16/8/2006)، إن كل القيادات والنخب العربية الذين التقاهم في المنطقة أكدوا بأن إجتياح العراق كان كارثة وإن العراق المدمر يقترب من حرب أهلية طاحنة، وإن القوات الأمريكية هناك في وضع سيء، يجعلها غير قادرة على البقاء أو الانسحاب..
وقبل أيام معدودة من هذه التصريحات أصدر الكونغرس الأمريكي تقريره عن الحرب على العراق ليؤكد مجدداً إن العراق لم يكن يملك أي نوع من أسلحة الدمار الشامل، سواء النووي أو الكيمياوي أو البيولوجي، ولم يكن للعراق أية علاقة بأحداث 11 سبتمبر 2001، وإن النظام العراقي كان على خلاف أيديولوجي مع القاعدة كما كان حريصاً على عدم تواجدها على أراضيه..
ومباشرة قبل هذا التقرير الأخير أصدر البنتاجون تقريراً عن وضعهم العسكري في العراق ليؤكد بأن كل عوامل الحرب الأهلية باتت حاضرة لنشوب حرب أهلية طائفية هناك، وكأنه يؤكد بأن الأمر بانتظار إطلاق إشارة البدء..